Tuesday, February 20, 2007

ايها اللبنانيون...‏

ايها اللبنانيون وانا ايضا رأيت من «واجبي الوطني» وحسّي الذي يغلي، ان اتوجه اليكم ‏وخلفي العلم اللبناني وانا خلف الطاولة البوديوم حتى ولو لم يكن امامي كاميرا ومذياع ‏لأن ظروفي المادية، وموقعي النجومي وان لم يبلغ بعد درجة نظرائي الذين يتوجهون اليكم بـ ‏‏«ايها اللبنانيون» - والتي هي في الاساس حكر على صاحب الموقع الشرعي لهذا التوجه اي ‏فخامة رئيس الدولة، الا انها اليوم وبفضل الفوضى الخلاقة، قد وصلت في استخداماتها (وشكرا ‏لأنها قد وصلت) الى اخر اخير قد يخطر في بال احد...الاّ انه لا بأس ان تخيلتموني في المشهد ‏المفترض، فانشدّوا الى ندائي:‏
ايها اللبنانيون،
كنا وما زلنا نسعى لأجلكم وعليكم ان تصدّقوا وتسلّموا وتسيروا وإلاّ...‏
ايها اللبنانيون،
ما عليكم الا ان تتبعوا ارشاداتنا وشاراتنا، وخط سير قراءاتنا الحاضرة والمستقبلية...‏
ايها اللبنانيون،
اياكم والعودة الى التاريخ اي تاريخ سواء كان قديما او حديثا... لأننا سنخط لكم تاريخا ‏جديدا...
تاريخا زاهرا زاخرا..‏
ايها اللبنانيون،
إنزلوا الى الشارع واملأوا الساحات متى نقول لكم انزلوا ولا تنزلوا متى قلنا لكم لا...‏ فنحن من يعرف مصلحة الوطن السيد الحر المستقل ومصلحتكم والا كسّرناكم وكسّرنا على رؤوسكم ‏ما تيسر...‏
ايها اللبنانيون،
ونحن نعرف اي يوم بمقدوركم ان تنتجوا فيه واي يوم ليس بمقدوركم ذلك، كي تتوقفوا او لا ‏تتوقفوا عن العمل فلكل كائن حي موسمه في الإنتاج كما في الشحاح... (وكلنا اولاد ريف ‏ومزارع ونعرف...)‏
ايها اللبنانيون،
نحن ادرى وادرك فاتبعوا الارشادات الإعلانية الحمر: رايح اسهر (حتى ما احلمكم بنومي) عندي ‏صف (بس مش دارس) نازل عالشغل (وما الي جلد) راجع من السفر (وندمان) باقي هون (مهما ‏العالم قالوا) ناطرينكم بالساحة (اي ساحة) ومنكمل باللي بقيو (بدك يبقى حدا) بدنا ‏الحقيقة (الكذبة مش خطية) لن ننسى شهداءنا (اللي بيناسبونا) احب الحياة (على مزاجي) ‏الخ الخ الخ...‏ ايها اللبنانيون، لا يجوز ان تعتبروا انفسكم نبهاء، فما بين النبه والهبل «ن» فقط... ‏ولولا النون «ن» المعظمة لكانت انقلبت ما بيننا وبينكم كل الادوار.‏
ايها اللبنانيون، ‏
نحن من مُنح سلطان سوقكم، فلا يعاندن منكم احد ولو شك براسو ريش، فالريش اسهل ما وجد ‏من كائنات للنتف... فجنبوا رؤوسكم الصلع...‏
ايها اللبنانيون،
اسلوب الشتيمة وحده يحرركم، والشعر وحده يُسكركم فاحفظوه وانشدوه من عصر الى عصر... ‏وعودوا الى الاعمال المسرحية لتستنيروا وتستشهدوا بمشاهدها، وعيروا الحيوانات الاليفة ‏والمتوحشة اهتماماتكم لانها دخلت المناهج السياسية الحديثة...‏

ايها اللبنانيون،
نصيحة لا تسترسلوا في قراءة ما ورد اعلاه، بل فكروا جيدا انه وللاسف هكذا ينظر الينا ‏ويتصرّف تجاهنا كل هؤلاء الذين يتوجهون الينا بـ«ايها اللبنانيون»، صبح مساء، وفكروا ‏جيدا، عن جدّ، ماذا علينا ان نفعل لنستريح؟ لكن ها المرة عن جدّ مش عن مزح، لا سبيل ‏لنخلص ونستريح الا بالسناريو الشجاع التالي: ان نقلب على هؤلاء الطاولة، ونحرمهم شهوة ‏الكاميرا والمذياع، ونقدّم العلم اللبناني مرفوعا في المقدمة وعلى الدوام، بعدما ارادوه ‏هم خرقة للاستخدام الموسمي، وسمّروه في الخلف، ونكشف بوجوههم صفحات سيرتهم ومسيرتهم، فينشقع ‏الضباب عن بعض العيون البريئة الضالة، ونشعرهم ولو لمرة اننا عارفون بكل نواياهم ‏وسلوكياتهم وكيفية بناء زعاماتهم، وطرائق تسلطهم واثمان صعودهم الى حيث هم، وقاعدتها ‏الترهيب او الترغيب والتفرقة والفتن وتعميق الخلافات وتغذية العصبيات، ونبرهن اننا لا ولن ‏نخاف، علّ الحياء يفعل فعله لمرة اخيرة، فتسقط اوراق التين، ويحدث عندنا التغيير... آمين. ‏فما رأيكم «ايها اللبنانيون»؟
ريما فرح (نشر في جريدة الديار بتاريخ 19/2/2007)

No comments: