ايها اللبنانيون...
ايها اللبنانيون وانا ايضا رأيت من «واجبي الوطني» وحسّي الذي يغلي، ان اتوجه اليكم وخلفي العلم اللبناني وانا خلف الطاولة البوديوم حتى ولو لم يكن امامي كاميرا ومذياع لأن ظروفي المادية، وموقعي النجومي وان لم يبلغ بعد درجة نظرائي الذين يتوجهون اليكم بـ «ايها اللبنانيون» - والتي هي في الاساس حكر على صاحب الموقع الشرعي لهذا التوجه اي فخامة رئيس الدولة، الا انها اليوم وبفضل الفوضى الخلاقة، قد وصلت في استخداماتها (وشكرا لأنها قد وصلت) الى اخر اخير قد يخطر في بال احد...الاّ انه لا بأس ان تخيلتموني في المشهد المفترض، فانشدّوا الى ندائي:
ايها اللبنانيون،
كنا وما زلنا نسعى لأجلكم وعليكم ان تصدّقوا وتسلّموا وتسيروا وإلاّ...
ايها اللبنانيون،
ايها اللبنانيون،
ما عليكم الا ان تتبعوا ارشاداتنا وشاراتنا، وخط سير قراءاتنا الحاضرة والمستقبلية...
ايها اللبنانيون،
ايها اللبنانيون،
اياكم والعودة الى التاريخ اي تاريخ سواء كان قديما او حديثا... لأننا سنخط لكم تاريخا جديدا...
تاريخا زاهرا زاخرا..
ايها اللبنانيون،
تاريخا زاهرا زاخرا..
ايها اللبنانيون،
إنزلوا الى الشارع واملأوا الساحات متى نقول لكم انزلوا ولا تنزلوا متى قلنا لكم لا... فنحن من يعرف مصلحة الوطن السيد الحر المستقل ومصلحتكم والا كسّرناكم وكسّرنا على رؤوسكم ما تيسر...
ايها اللبنانيون،
ايها اللبنانيون،
ونحن نعرف اي يوم بمقدوركم ان تنتجوا فيه واي يوم ليس بمقدوركم ذلك، كي تتوقفوا او لا تتوقفوا عن العمل فلكل كائن حي موسمه في الإنتاج كما في الشحاح... (وكلنا اولاد ريف ومزارع ونعرف...)
ايها اللبنانيون،
ايها اللبنانيون،
نحن ادرى وادرك فاتبعوا الارشادات الإعلانية الحمر: رايح اسهر (حتى ما احلمكم بنومي) عندي صف (بس مش دارس) نازل عالشغل (وما الي جلد) راجع من السفر (وندمان) باقي هون (مهما العالم قالوا) ناطرينكم بالساحة (اي ساحة) ومنكمل باللي بقيو (بدك يبقى حدا) بدنا الحقيقة (الكذبة مش خطية) لن ننسى شهداءنا (اللي بيناسبونا) احب الحياة (على مزاجي) الخ الخ الخ... ايها اللبنانيون، لا يجوز ان تعتبروا انفسكم نبهاء، فما بين النبه والهبل «ن» فقط... ولولا النون «ن» المعظمة لكانت انقلبت ما بيننا وبينكم كل الادوار.
ايها اللبنانيون،
ايها اللبنانيون،
نحن من مُنح سلطان سوقكم، فلا يعاندن منكم احد ولو شك براسو ريش، فالريش اسهل ما وجد من كائنات للنتف... فجنبوا رؤوسكم الصلع...
ايها اللبنانيون،
ايها اللبنانيون،
اسلوب الشتيمة وحده يحرركم، والشعر وحده يُسكركم فاحفظوه وانشدوه من عصر الى عصر... وعودوا الى الاعمال المسرحية لتستنيروا وتستشهدوا بمشاهدها، وعيروا الحيوانات الاليفة والمتوحشة اهتماماتكم لانها دخلت المناهج السياسية الحديثة...
ايها اللبنانيون،
نصيحة لا تسترسلوا في قراءة ما ورد اعلاه، بل فكروا جيدا انه وللاسف هكذا ينظر الينا ويتصرّف تجاهنا كل هؤلاء الذين يتوجهون الينا بـ«ايها اللبنانيون»، صبح مساء، وفكروا جيدا، عن جدّ، ماذا علينا ان نفعل لنستريح؟ لكن ها المرة عن جدّ مش عن مزح، لا سبيل لنخلص ونستريح الا بالسناريو الشجاع التالي: ان نقلب على هؤلاء الطاولة، ونحرمهم شهوة الكاميرا والمذياع، ونقدّم العلم اللبناني مرفوعا في المقدمة وعلى الدوام، بعدما ارادوه هم خرقة للاستخدام الموسمي، وسمّروه في الخلف، ونكشف بوجوههم صفحات سيرتهم ومسيرتهم، فينشقع الضباب عن بعض العيون البريئة الضالة، ونشعرهم ولو لمرة اننا عارفون بكل نواياهم وسلوكياتهم وكيفية بناء زعاماتهم، وطرائق تسلطهم واثمان صعودهم الى حيث هم، وقاعدتها الترهيب او الترغيب والتفرقة والفتن وتعميق الخلافات وتغذية العصبيات، ونبرهن اننا لا ولن نخاف، علّ الحياء يفعل فعله لمرة اخيرة، فتسقط اوراق التين، ويحدث عندنا التغيير... آمين. فما رأيكم «ايها اللبنانيون»؟
ريما فرح (نشر في جريدة الديار بتاريخ 19/2/2007)
No comments:
Post a Comment